الأمم المتحدة: الفيضانات تؤثر في حياة آلاف الصوماليين والمنظمات الإنسانية عاجزة

الأمم المتحدة: الفيضانات تؤثر في حياة آلاف الصوماليين والمنظمات الإنسانية عاجزة
فيضانات في الصومال

أكدت الأمم المتحدة أن الفيضانات التي اجتاحت مناطق عدة في الصومال أثّرت في أكثر من 45 ألف شخص منذ منتصف أبريل، في وقت تواجه فيه المنظمات الإنسانية شللاً واسعاً نتيجة تقليص حاد في التمويل.

وأوضح المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوغاريك، في مؤتمر صحفي عُقد بنيويورك، الجمعة، أن العديد من المنظمات غير الحكومية، خصوصاً المحلية منها، اضطرت إلى تقليص أو تعليق أنشطتها الميدانية خلال الأشهر الأخيرة، مما ترك آلاف الأسر دون دعم في مواجهة الكارثة.

وأشار دوغاريك إلى أن الفيضانات أدت إلى وفيات، من بينهم أطفال، مضيفاً أن نهر شبيلي فاض في 28 أبريل بمنطقة جوهر، ما دفع أكثر من ستة آلاف شخص إلى مغادرة مخيماتهم المؤقتة إلى مناطق مرتفعة بحثاً عن الأمان.

وفي ولاية جلمدج، تسببت الفيضانات المفاجئة في تشريد نحو 9500 شخص من مدينة جالكعيو، حيث اضطروا إلى اللجوء إلى 14 مركزاً مؤقتاً للإيواء وسط أوضاع معيشية صعبة، ونقص حاد في الخدمات الأساسية تشهدها الصومال.

فجوة تمويلية تهدد الملايين

أوضح المتحدث الأممي أن ما يقارب ثلث سكان الصومال، أي نحو 6 ملايين شخص، بحاجة إلى مساعدات إنسانية هذا العام. ومع ذلك، لم يُمول سوى 10% من خطة الاستجابة الإنسانية البالغة 1.4 مليار دولار، حيث لم تتجاوز التبرعات حتى الآن 148 مليون دولار.

وحذرت الأمم المتحدة من أن استمرار هذا العجز في التمويل سيقوّض بشكل كبير قدرة المنظمات الإنسانية على تقديم المساعدات المنقذة للحياة، خصوصاً مع تكرار الكوارث المناخية التي تعصف بالبلاد.

يعاني الصومال من آثار تغيّر مناخي حاد بين مواسم الجفاف الطويلة والفيضانات المفاجئة، وسط صراع طويل الأمد وهشاشة مؤسسات الدولة، وتسببت هذه العوامل مجتمعة في تفاقم الأوضاع الإنسانية، فيما يواجه السكان تحديات يومية في تأمين الغذاء والمأوى والرعاية الصحية، في ظل اعتماد أكثر من نصف السكان على المساعدات الدولية للبقاء على قيد الحياة.

وأدّت أزمة نقص التمويل الإنساني خلال السنوات الأخيرة إلى شلل واسع في عمليات الإغاثة حول العالم، خاصة في الدول التي تعاني من أزمات ممتدة مثل الصومال واليمن والسودان وسوريا، ومع تزايد الكوارث المناخية والنزاعات المسلحة، أصبحت الاحتياجات الإنسانية تفوق بكثير الموارد المتاحة،

وتسبّب هذا النقص في تقليص الحصص الغذائية، وتعليق البرامج الصحية والتعليمية، وإغلاق بعض مراكز الدعم النفسي والرعاية، مما فاقم معاناة الفئات الأشد ضعفاً، كالأطفال والنساء والنازحين، كما أُجبرت منظمات إنسانية عديدة، لا سيما المحلية منها، على وقف أنشطتها أو تقليصها، مما يهدد حياة ملايين المحتاجين ويقوّض القدرة على الاستجابة السريعة في أوقات الطوارئ.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية